"دفنوني مرتين"
حينما كنت بعيدا
أحتسي مرَّ اغترابي
كاد ساقي يتهاوى
ووريقاتي تهاوت
هزني الزلزال يوماً
باترا آخي العليلةْ
كان زلزالي جسيما
تحت أنقاضي حكايا
أخْبَروني
كم من الأيام حتى
حرروا بعض رفاتي
كان صوتي يتوارى
أصرخ الآخ وأخبو
وصدى صوتي أليمٌ
ردَّ لي صوتي لذاتي
* * * * *
دفنوني مرتين
حينما عدت وحيدا
في لهيب الذكرياتِ
مات من جسمي الزمنْ
ذاب في جفني الوسنْ
شدني الشوق بحزمٍ
احتسي شهد بلادي
تلك أرضي
هذه الأطلال داري
ورفاقي
لست أدري يا سنين العمر عذرا
كم من الأعوام باقي
وذراعي لم تزل تمتد شوقا
ترتجي بعض العناقِ
* * * * *
دفنوني مرتين
لم يعد عندي مدينة
كل أشلائي حزينة
غربتي الأولى تلاشت
لم أجد أقسى اغترابا
من بلادي
غربة الأوطان جرحٌ
في الفؤادِ
وأدت ما كنت أصبو
... أمنياتي
هزني الزلزال هولاً
يحتسي مرَّ رفاتي
كل أيامي تساوت
ذاك يوم من حياتي
ها هنا يوم أسجى في مماتي
وأنا لا زلت حيّا
أصبح الدمع عصيّا
سأجوب الكون علّي... مثل طيرٍ
قد رأى عشاً نديا
فأداري كلَّ آهات المحنْ
لست أدري
ربّما في العشِّ يوماً
تلقى أشلائي... وطنْ.
،،،،،،،،،،،،
مع
تحيات
عاشق النوّار
الشاعرالدكتور: ماهر حنا حدّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق