السبت، 18 فبراير 2023

رقصة الموت .... بقلم الشاعرة سمية الإسماعيلية

 عيد الحب /رقصة الموت 


أَتذكُرْ ، في مثل هذا اليوم 

كان كل شيء فيه أحمر 

نوافذ المحال تتزين بقطن وشرائط حمراء

الدببة، علب الهدايا 

الورود، كل الورود حمراء 

هذا اليوم…هناك 

في جزء مجروح من وطني

تمدد الجرح ذات صباح 

فتصبغت خريطته بالأحمر 

الأسقف المتهالكة ، الجدران المتصدعة 

الركام .. 

الأسفلت و الأرصفة .. 

كلها حمراء

حتى ندف الثلج 

لا ابتسامات و لا تهنئات

لم يترك لهم الوقت فرصة

 الأرض رقصت 

ماجت و تمايلت 

فتصدع كل شيء و انهار 

وحدها الأكفان بيض 

أيها العام الجديد

لم أتيت ؟

كيف نسيت أننا لم ننهي مآتمنا بعد؟

أن الجرح ما زال ينزف ، 

و نهاية المطاف زلزلة 

هذا اليوم 

لن نحتفل بعيد الحب 

كما نحتفل به كل عام 

فالهدايا معونات 

الدببة الحمراء صارت سلات غذاء

المعاطف، دثار يلتحفون به بعد أن عز العطاء

في الحدائق ، على قارعة الطرقات 

ما زالت عيونهم ترقب 

قلوبهم تلهج بالدعاء

وحيداً يجلس القرفصاء

على بعض حجارة 

في قلبه الف غصة، و مرارة 

هداياه تنتظر بجانب الموقد 

في بيته البعيد 

 موعد اللقاء

شاء أن يفاجئها

فاليوم عيد  

لكنها تأخرت ..

عيناه على الركام 

في مقلتيه حبات الندى

تحجرت 

هنا كان  بيتها. 


سمية الإسماعيل/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق