الاثنين، 7 مارس 2022

بقلم ابنتك....وفاء العنزى

بقلم ابنتك.....
إن سألتموني عن الغربة
أقول لكم،هي شبح مكفهر حزين
نشبت أظافرها في حلقي،فخنقتني
الغربة كربة،تقتلني كل مرة بقذائف الاشتياق
الغربة طاحونة،لا تتركني إلا وقد أخذت نصيبها من المرارة ألوان
إن سألتموني عن الغربة
أقول لكم قد سرقت من عمري
وبخرت أحلامي
ودمرت أسراري
أقول لكم يا حيف عمري الذي مضى بها
بفقد حديث من أحببت
مزقتني نيرانها،أقصيت عن أهلي وعن وطني
تجرعت كأس الذل والمحن
تركت العين تبكي بحزن
والشوق يرميني بكرب
والفراق مثل الجمر في كل لحظةيكويني قهرا
ٱه ياغربتي،أه يا غربتي...
أنا من اخترتك،وكنت قدري
فاض دمعي من سفري
عندما رحلت عنك يا وطني،يا أبتي
آه يا غربتي ثم آه يا غربتي
لم استطع حتى تشييع جثمانك يا أبي
رحلت عني وتركت فراغا لا يملأه الا قربك
تركت جمرا لا تطفئه إلا ضحكاتك
ودمع لا يمسحه إلا حرير كلماتك
تركت بي ظمأ لا يرويه إلا زلال حبك وحضنك
كانت تذكرتي ذهابا وإيابا على عجل.
عدت لوطني،عدت لبيتي ولم أجدك
بحث عنك في كل الأركان
وأبت عيوني أن تنام
هناك خلف الدجى  المبهم
صوتك لا زال نابضا لا ينضب
أين أنت يا أبي؟فصورتك لم تفارقني 
تبحر  كل لحظة في لحج ٱهاتي
ٱه،ثم آه ثم آه يا أبتي
فلم يعد بامكاني ان اقول أبي
فقدتك والفقد مؤلم مفجع 
كسرني غيابك واشتقت لدعاةك لرائحتك 
اشتقت لهديل صوتك
في عز ضعفي أحتمي فيك فأنت قوتي ودرعي المنيع
انت عزتي وعزوتي
انت ظهري وسندي الذي لم ينحني
وقلبي الذي لم ينجرح
وخاطري الذي لم ينكسر وحلمي الذي لم يسرق 
وهدفي الذي لم يصنع
أحن اليك يا أبي
نهاري دونك شقاء وليلي انتهاء
أتوسد وجعي منكسرة خلف أركان غرفتك
أصبر نفسي بالدعاء،ارتشف كاسات الأمل من ثغر ذكراك
أبحث عن كتفك حتى أضع عليه رأسي
فلا تسألوني مرة أخرى عن الغربة،ارجوكم
الغربة أن ترى الدنيا  دون ألوان الطيف
فترسم لهم قوس قزح يزاوج طيفهم مما بقي من ألوان 
فتجد نفسك في بستان عجزت أن تصنع له ألوان
إن عيني لتدمع وإن قلبي ليحزن واني على فراقك يا أبي. 
لحزينة شجية،كئيبة مكتئبة،لهيفة مهمومة،كامدة كاسفة
ولا اقول الا ما يرضي ربنا،لله مااخذ وله ما أعطى،وكل شيءعنده باجل مسمى.
فألف رحمة ونور عليك يا أبتي.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق