السبت، 1 يناير 2022

سبات.....أسامة مصاروه

سُباتْ

ليْتَني أَغْفو شُهورًا بلْ سِنينْ
تحْتَ سّقْفٍ منْ جليدٍ لا يذوبْ
علَّني أَصحو نظيفًا من حنينْ
واشتِياقٍ لحبيبٍ لا يَؤوبْ

في سُباتٍ بيْنَ جدرانِ الصقيعْ
لا ضَياعٌ أو خِداعٌ أوْ جُنونْ
فوقَ ثلْجٍ دافئٍ قلبي منيعْ
لا عذابٌ أوْ غيابٌ أوْ شُجونْ

قابعٌ في عمقِ كهْفٍ جامِدُ
غافلٌ عنْ كلِّ شرٍ في الوُجودْ
دونَ وصلٍ لا أُبالي صامِدُ 
فاقدٌ للحسِّ في دُنيا الجُمودْ

داخلَ الكهفِ هنا صوتُ السكونْ
غالبٌ حتى على صوتِ الحياهْ
إنّما صمْتُ الهوى عندي جُنونْ
ويُضاهي عزفَ سُكّانِ المياهْ

خارجَ الكهْفِ جبالٌ عارِيهْ
وضبابٌ دائِمٌ لا ينْجلي
وَصُخورٌ من جليدٍ جارِيهْ
مثْلَ خيْلٍ تشْتَهي من يعْتَلي

نمْ فؤادي واسترِحْ وانسَ العذابْ
وسْطَ سُكانِ المدى يحلو المقامْ
لا بلاءٌ أوْ شقاءٌ أو غِيابْ
لا بِعادٌ أو عِنادٌ أو خِصامْ

يا حياتي ماتَ صمتي من زمانْ
لمْ أعُدْ أخشى فراقًا أوْ جفاءْ
يا حياتي ملَّني حتى الهوانْ
رُغْمَ أنّي كنتُ رمزًا للوفاءْ

يا حياتي لم يَعُدْ عِندي أملْ
ضاقَ صدري بِمئاتِ المستحيل
تاهَ قلبي في متاهاتِ العِلَلْ
قُمْ وزُرْني أيُّها النومُ الطويلْ

يا رفاقي في الهوى يحلو الوِصالْ
لا غرورٌ في الهوى أوْ كبْرِياءْ
في الهوى كلُّ المُنى كلُّ الجمالْ
أنْ نُديمَ الوصلَ دومًا واللِقاءْ

ليتَني أبقى دُهورًا في سباتْ
لا ملامٌ كلَّ يومٍ أو عِتابْ
بلْ سكونٌ وَهدوءٌ كالمَماتْ
لا هُيامٌ أو غرامٌ كالسرابْ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق