همسات
عاد لينتقم ( ٢ )
أصعب شيء فى الوجود هو إنك تعيش مع ناس كنت تعتقد إنهم دمك و لحمك و فى الأخر تكتشف إن الدم أصبح ميه
و أقبل مهران على زوجته و جلس يحكي لها ما قاله منصور و حكى لها كيف تكون العيشة فى القاهرة كان مهران يحكي و رجاء لا تتحدث بل تسمع فقط و عندما إنتهى مهران من الحديث سألها عن رأيها فقالت له من المستحيل أن نترك قريتنا التى هى لنا بمسابة الماء و الهواء و إن تركناها هل تشعر بالأمان فى أى مكان آخر قال مهران كنت أعتقد أنكي سترحبي بالفكرة قالت و لماذا أرحب قال أعلم أن نساء الدار تغار منكي و دائمين على مدايقتك إبتسمت رجاء و قالت أنا و أخي على إبن عمي و أنا و إبن عمي على الغريب و بينما كانوا يتحدثوا دخلت عليهم رشا و قالت إبن خالي يقف خارج الدار يريدك يا أمى و أسرعت إليه رجاء فقال لها جدتي مريضة جداً و تريدك فأسرع مهران و رجاء إلى بيت الجدة و معهم البنات و كانت الدار فى آخر القرية و عندما وصلوا علمت رجاء أن أمها مريضة جداً و عندها الطبيب و بعدما خرج الطبيب قال أن حالتها سيئة جداً و أنها تحتاج لرعاية خاصة و أستأذنت رجاء زوجها أن تظل بجوار أمها وافق على الفور و ترك معها ريم و رشا و جاءت فى المساء أخت رجاء الكبرى حتى تطمئن على أمها و فى اليوم التالي ماتت الأم و حزنت رجاء على أمها جداً فهى لم يعد لها فى الدنيا سوى أخيها و أختها الكبرى و مرت أيام الحزن و كانت من عادتهم أن يظل العذاء لمدت ثلاثة أيام متواصلة و عادت رجاء لبيتها و كان فراق أمها مؤلم جداً فكانت ريم تجلس بجوار أمها لتواسيها فكانوا البنات أصبحوا فى الثامنة من عمرهم أما رشا فكانت لا تهتم بأى شيء سوى اللعب و كان منصور قد إتصل على مهران و قال له أنه وجد له عمل لكن مهران قال له أنه لا يترك القرية أبداً و مرت الأيام و كانت الحياة تسوء يوم بعد يوم فكان مهران لا يجد عمل فى القرية سوى يوم أو يومين فى الأسبوع لان أكثر الناس أصبحوا يقوموا بتجريف الأرض حتى يبنوا عليها و بعد مرور أربعين يوم على وفاة والدة رجاء قال لها أخيها أنه يريدها غدا هى و أختها الكبرى و بالفعل تجمع الإخوات و دخل عليهن و معه بعض من الأوراق و طلب منهم أن يوقعوا عليها و أخرج من جيبه كردان و حلق والدتهم ثم قال هذا الكردان من حقي و أعطى كل منهم فردة حلق فقالت رجاء أمى قالت قبل موتها أن الذهب لي أنا و أختي قال الاخ البنات لم يكن لهم إرث تعجبت رجاء و أكمل الاخ حديثه يكفى عليكن الحلق أما الكردان من حقي قالت الاخت الكبرى الكردان غالي جداً فالماذا لا تبيعه و تقسم حقه بما يرضي الله و هنا أخذت رجاء الأوراق و قرأتها فهى لا تعرف القراءة كثيراً لكنها فهمت منها أنها عندما توقع عليها يكون ليس لها أى ميراث عند أخيها فقالت له مامعنى هذه الأوراق قال هذا ما يثبت أنكم أخذتم حقكم فى ميراث أمكم فزعت الأخت الكبرى و قالت كيف هذا طيب و الأرض أنت نسيت أن أمى تركت فدان من أجود الأراضي قال الأخ قلت لكم من قبل ليس من حق البنات أن ترث كيف تأخذوا الميراث و تعطوه لرجل غريب معنى أنكم ترثم أن أزواجكم تأخذ من تعبنا طوال السنين قالت رجاء هذا شرع الله و صمم الأخ على كلامه و حدثت بينهم مشادة كلامية و كانت ريم و رشا جالسين يسمعوا كل شيء و إنفعل الاخ حتى انه قام بضربهن و أرغمهم على التوقيع و عادت كلن منهن لبيتها و الحصرة تملأ قلبها و حكت رجاء لمهران عما حدث فقال لها قولي حسبي الله ونعم الوكيل فهو المنتقم الجبار و مر على هذا الحدث أيام قليلة و كانت رجاء تشعر بخيبة أمل فى أخيها و مرضت و لم تلاقي من نساء الدار سوى الشماتة و الغل و هنا قالت فى نفسها لم أعد أحتمل العيشة هنا و قررت فى نفسها أن تطلب من زوجها أن تغادر البلد للقاهرة و تبدأ بها حياة جديدة مع زوجها و بناتها و لكنها كانت متردة و بينما كانت تفكر فى الأمر حتى حدثت مفاجأة غير متوقعة إنتظروني غدا
الكاتبة / هناء البحيرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق