الاثنين، 4 أكتوبر 2021

المناقضات والمعارضات بالشعر العربى...د.فالح الكيلانى

( المناقضات والمعارضات في الشعرالعربي )
                        المناقضات -الجزء الاول  -  القسم  السابع عشر 
                          بقلم  د . فالح الكيــــــلاني...  
   ومن شعراء النقائض في العصر الاموي   :
   الشاعر الاخطل التغلبي
     *  هو ابومالك  غياث  بن غوث  بن الصلت بن طارقة بن عمرو    بن سيجان بن عمرو بن  فدوكس بن عمرو بن  مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الاخطل  وسمي  بالاخطل  لكثرة  سفاهته  وخطل في  شخصيته  وهو من  قبيلة  تغلب من ربيعة التي   التي كانت  تسكن العراق  في اعالي الفرات  والجزيرة  مابين  الموصل والفرات .   
       ولد في خلافة  عمر بن الخطاب سنة \20 للهجرة الموافق عام\ 641 ميلادية وكان نصرانياً  وقد مدح خلفاء بني أمية بدمشق في الشام  وأكثر في مدحهم . شاعر مصقول الألفاظ  حسن الديباجة  في شعره إبداع.  ويعد  أحد الشعراء  الثلاثة  الذين هم أشعر أهل عصرهم: جرير   والفرزدق  والأخطل.
       قال الشعر في اول شبابه   ودافع عن قبيلته  وقومه تغلب ضد  قبيلة  قيس  كما  تحزب  للامويين  وهجا  الانصار  والزبيرين  وقد   اكرمه  خلفاء بني امية  وقربوه  فكان  شاعر البلاط الاموي وخاصة  ايام الخليفة عبد الملك بن مروان .
         نشأ في دمشق واتصل بالأمويين فكان شاعرالبلاط  الاموي  وتهاجى مع جرير  والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه  تياهاً  مزهوا به   كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في  بادية  الجزيرة بين العراق وسورية .
      نظم الشعر صغيرا، و رشحّه كعب بن جعيل  لهجاء الأنصار ، فهجاهم  و تعززت  صلته  ببني   أمية  بعد ذلك   فقرّبه  يزيد بن معاوية  و جعله عبد الملك  بن مروان  شاعر البلاط  الرسمي   ينافح عن دولة بني أمية  ويهاجي خصومها . أقحم  نفسه  في المهاجاة  التي  دارت بين جرير  والفرزدق  حيث  فضّل الفرزدق على  جرير، وامتدّ  الهجاء  بينه وبين جرير طوال حياته   فكانت قصائده جزءا من  النقائض  في الشعرالعربي .
     وقد برع الأخطل في المدح والهجاء ووصف الخمرة  ويؤكد  النقاد     با ستحواذه  على معاني  من  سبقه  من الشعراء  والخشونة  في الشعر والتكلّف أحيانا وقيل  انه شاعر غير مطبوع  بخلاف جرير و لكنه واسع الثقافة اللغوية التي  تمثّل التراث الأدبي  وأحسن استغلاله .
         تعاون مع  الفرزد ق وشاركهم الراعي النميري  والبعيث  وغيرهم كثير في هجاء  جرير  فرد  عليهم  جرير جميعا  ردا عنيفا  اسكت  الراعي النميري واغلق  فمه فما ت  كمدا وحسرة  وخذل البعيث  واخافه  فهابه  وسكت خوفا . وناقض  الاخرين  .
         توفي الشاعر  الأخطل في عام\ 89 هـجرية الموافق عام\ 708 ميلادية . وفي رواية اخرى توفي عام 95 هجرية .
      يتميز شعره بُبلاغة اللفظ، وحُسن الصياغة وإجادة المدح والإمعان في الهجاء واستهواء وصف الخمر واجتماع الندمان عليها .
      والذي يهمنا في هذا الموقف هو اشتراك الاخطل في النقائض وهجاءه  لجرير في العديد من القصائد  ومن اشهر قصائد  الاخطل في هجاء  جرير رائيته  التي  مدح فيها الخلفية عبد الملك بن مروان وهجا جريرا  وقومه وعشيرته  وهي من عيون الشعرالعربي  فقا ل منها  :
خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا
وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ
كَأَنَّني شارِبٌ يَومَ اِستُبِدَّ بِهِم
مِن قَرقَفٍ ضُمِّنَتها حِمصُ أَو جَدَرُ
جادَت بِها مِن ذَواتِ القارِ مُترَعَةٌ
كَلفاءُ يَنحَتُّ عَن خُرطومِها المَدَرُ
لَذٌّ أَصـــابَت حُمَيّاهــــــا مُقاتِلَـــهُ
فَلَم تَكَد تَنجَلي عَن قَلبِهِ الخُمَرُ
كَأَنَّني ذاكَ أَو ذو لَوعَةٍ خَبَلـــــَت
أَوصالَهُ أَو أَصابَت قَلبَهُ النُشَرُ
شَوقاً إِلَيهِم وَوَجداً يَومَ أُتبِعُهُم
طَرفي وَمِنهُم بِجَنبَي كَوكَبٍ زُمَرُ
حَثّوا المَطِيَّ فَوَلَّتنا مَناكِبُهــــــــــا
وَفي الخُدورِ إِذا باغَمتَها الصُوَرُ
يُبرِقنَ لِلقَـــــــومِ حَتّى يَختَبِلنَهُمُ
وَرَأيُهُنَّ ضَعيفٌ حينَ يُختَبَرُ
يا قاتَلَ اللَهُ وَصلَ الغانِياتِ إِذا
أَيقَنَّ أَنَّكَ مِمَّن قَد زَها الكِبَرُطكح
أَعرَضنَ لَمّا حَنى قَوسي مُوَتِّرُها
وَاِبيَضَّ بَعدَ سَوادِ اللِمَّةِ الشَعَرُ
ما يَرعَوينَ إِلى داعٍ لِحاجَتِـــــهِ
وَلا لَهُنَّ إِلى ذي شَيبَةٍ وَطَرُ
ومن شعر الاخطل في هجاء جرير  ايضا :
ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَـــةً
وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعــــــارِ
النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلـــــــوا
وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحــــــرَمَ الجارِ
وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم
وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيــــــارِ
بِمُعرِضٍ أَو مُعيدٍ أَو بَني الخَطَفى
تَرجو جَريرُ مُساماتي وَأَخطاري
قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ
قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النـــــــارِ
لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلــــــــــوا
وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحــــــــــــارِ
وَلا يَزالونَ شَتّى في بُيوتِهِمِ
يَسعَونَ مِن بَينِ مَلهوفٍ وَفَرّارِ
فَاِقعُد جَريرُ فَقَد لاقَيتَ مُطَّلِعاً
صَعباً وَلاقاكَ بَحرٌ مُفعَمٌ جاري
         وقيل ان افضل شعرالاخطل  على الإطلاق رائيتاه  في هجاء القبائل القيسية اما الاولى فهي التي ذكرناها  انفا  والتي قالها في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان وهجا فيها  جريرا  هجاءا عنيفا  ومطلعها :
خَفَّ القَطينُ فَراحوا مِنكَ أَو بَكَروا
وَأَزعَجَتهُم نَوىً في صَرفِها غِيَرُ
 اما الثانية   فهذه القصيدة وقد هجا فيها القبائل القيسية او المضرية وهجا  فيها جريرا  ايضا  فقال   : 
أَلا يا اِسلَمي يا هِندُ هِندَ بَني بَـــــد رِ
وَإِن كانَ حَيّانا عِدىً آخِرَ الدَهرِ
وَإِن كُنتِ قَد أَصمَيتِني إِذ رَمَيتِني
بِسَهمِكِ فَالرامي يَصيدُ وَلا يَدري
أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ أَمّا وِشاحُها
فَيَجري وَأَمّا الحِجلُ مِنها فَلا يَجري
وَكُنتُم إِذا تَدنونَ مِنّا تَعَرَّضَت
خَيالاتُكُم أَو بِتُّ مِنكُم عَلى ذُكرِ
لَقَد حَمَلَت قَيسَ بنَ عَيلانَ حَربُنا
عَلى يابِسِ السيساءِ مُحدَودِبِ الظَهرِ
رَكوبٍ عَلى السَوآتِ قَد شَرَمَ اِستَهُ
مُزاحَمَةُ الأَعداءِ وَالنَخسُ في الدُبرِ
وَطاروا شِقاقاً لِاِثنَتَينِ فَعامِرٌ
تَبيعُ بَنيها بِالخِصافِ وَبِالتَمرِ
وَأَمّا سُلَيمٌ فَاِستَعاذَت حِذارَنا
بِحَرَّتِها السَوداءِ وَالجَبَلِ الوَعرِ
تَنِقُّ بِلا شَيءٍ شُيوخُ مُحارِبٍ
وَما خِلتُها كانَت تَريشُ وَلا تَبري
ضَفادِعُ في ظَلماءِ لَيلٍ تَجاوَبَت
فَدَلَّ عَلَيها صَوتُها حَيَّةَ البَحرِ
 يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع    
امير البيـــــــــــــــــــان العربي
د.. فالح نصيف الكيــــــــــــــــلاني
العراق - ديالى -  بلــــــد روز
**********************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق