الخميس، 24 يونيو 2021

صاحب الرؤوس السبعة...محمد مهداوى

.........      صاحب الرؤوس السبعة ؟؟؟!!! .............

دون أن يتصفح مرآة ما ودون النظر إلى صفحة الماء، بدا المختار محتارا، كيف يستجيب لرأس تطلب منه قضاء عطلة الصيف في الشاطئ ورأس تستحثه على النوم طول الوقت وآخرى تثور ضده ثورة عارمة،لأنها تحبذ التريض…هي رؤوس لا انسجام بينها ولا تضامن...مثلها مثل حكايات عمتي الغولة ورؤوسها السبعة…

وهو بين المطرقة والسندان،يهادن هذه، ويتملق الأخرى ..يستعطف  الثالثة ، ويحاول إقناع الرابعة…لا حل في الأفق،لذا التجأ إلى القرعة...ومع ذلك لم يربح الرهان….

في يوم من الأيام وقف المختار في مفترق الطرق ، رأس تطلب منه الانعراج نحو اليمين،وأخرى تطلب منه الدوران  نحو اليسار.. وثالثة .. ورابعة….والسيارات وراءه تزعق بمنبهاتها الصاخبة، تسمعه من الكلام البذيء ما لا يطيق...لم يهتم المختار بكل هذه الأصوات ولم يعرها أي انتباه….نزل من سيارته وجلس القرفصاء وسط الطريق ، وطالب من رؤوسه المختلفة الاتفاق على رأي واحد، لكن للأسف تعقدت الأمور، وتشبثت كل رأس برأيها، لا أحد أراد التنازل عن حقه أو فكرته،كأننا في قبة البرلمان، او في معركة انتخابية،كل الرؤوس تعتبر نفسها محقة، والمالكة الوحيدة للمعرفة …

انتبه المختار إلى تجمع الناس حوله،حاملين عصيا غليظة و أحجارا ضخمة،يحاولون تهشيم رؤوسه السبعة،. لكن حين اقتربوا منه أكثر،بانت أوجهه المزورة وسقطت مساحيقه ،تعرف عليه أحد الغاضبين فنادى الجمع قائلا:

إنه هو ...هو...الشفار،الذي ثقتا فيه وناولناه أصواتنا لكنه خدعنا … اقبضوا عليه حيا أو ميتا ..

هرب المختار دون نعلين،تاركا وراءه الجمل بما حمل، وحين وصل إلى خربة قديمة نزع  جميع الرؤوس المستعارة وألقى بها في بئر مهجورة.انحشر وسط الجمع  كإنسان سوي وشرع هو أيضا في البحث عن صاحب الرؤوس المتعددة…

                          بقلم محمد مهداوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق