ماذا لو أن الصداقة لا تموت ؟!
سأذكر في كل مناسبة تلك العلاقة الفريدة التى ربطت بيننا .. تلك العلاقة التى استمرت حتى من بعد الرحيل .. علاقة نسجها حب عميق واحترام لا يقل عنه عمقاً .. رغم أنه لم يكتب لى يوماً أن ألتقى بها ..
إلا أننى علمت بعد ذلك أنها كانت تقيم فى سماء صعبة المنال .. لها أو لمن حواليها .. وذلك ما لم أفهمه أو أستوعبه حتى يومنا هذا .. ولكى أصدق الخاطر ، أعترف بأنني أمام ذلك ما زلت أقف كالطفل الصغير فلم أصدق ما حدث حتى الآن .. ومازالت تتزاحم فى رأسى الذكريات والكلمات والأسماء التى كانت ترتبط بها ، ولكنها قبل كل شيء وبعد كل شيء وفوق كل شيء كانت أفضل صديق لي .
فيم الرحيل ؟! ألايسعنا البقاء فترة أطول قليلا ؟ أظن أنه السؤال الذي يراودنا جميعاً ، ولكنه مع كل أسف يأتى من بعد فوات الأوان .. ولكنى وقلمى تآلفنا معاً وأردنا هذه الخواطر لأتحدث معك ، ولأعيش معك ، ولأضحك معك مرة أخرى ، ليصبح ما مضى لم يمضى ..كنت أفكر أننا سنقضي الليالى في لحظات هادئةً لكنَّك لم ترغبين في النزول من سماءك إلا ليلة واحدة .. لم أعد أعلم كم من الليالى مضت منذ رحيلك ، فلم يتركنى قلمى رغم ضآلة علمه وشحوب حبره وقلة خبره عنك إلا أنه من شاركنى حزنى ..
إذ في غمرة ارتباكى ، وأنا أجهل كثيراً من كلمات الغزل - إن حق لى ولو قول كلمة واحدة منها - حتى تلك الكلمة الواحدة لم أستطع قولها ، وعندما اغتالوها رغم أنها كانت تفيض حيوية وجذلاً ووداً ، بكيتها كما لو كنت أبكي واحدة من أهلي وما زال قلبي يتمزق على ما يجده من صمت الليل الحزين ، فالحب حاضر دوماً على كل حرف من حروفها كلما تراءى إلى ، وهو ما أجوب إليه الآن ، وكل حرف منها أنسج منه خاطرة لا تنتهى ، وكما أزلتى عنى الغبار فى وجودك ، سأمنع عنك الغبار فى غيابك ، .. نعم .. هى .. لا يمكن تعويض رحيلها ، ولكن كلماتى عنها ستبقى دوماً . وسأظل أضحك تلك الضحكة التى جمعتنا عليها كلمة ( أهو .. ) ، وبينما يعاود قلمى يكتبها كنت أنا أفكر بك بكثير من الحب !
دائماً ما كنت أقرأ كلمة ( الحبل السري ) من خلال معظم كتابات الآخرين وتفانيهم فى رسم تلك العلاقة التى تربط بين الأحبة ، وهى تلك الكلمة التى لم أكتبها من قبل قط ، أما الآن وقد حان لى كتابتها ، فمتى أتى ذلك الحبل السري الذي ربطنا إلى بعضنا ؟ وما أعنيه هو الرابط بيننا الذى أتى من بعد رحيلك !
وهكذا ... مالى أبوح بما في نفسي تجاهك بكل تلك الحرية ؟! لا أعرف السبب سوى أنه لا بد لى من أن أكتب لك سواء كنت حاضرة أم غائبة . فما أكثر ما كتبت منذ رحيلك ما لم أكن أعتقد على الإطلاق بقدرتي على هذا ، أهو الحب أم الوفاء ؟ هما فى قلب واحد عندى وستبقين دوماً تسكنين هذا الركن من القلب ، ركن الحب العفوى ، وسيظل القلب يتلمس عذوبة أمسياتنا معاً . حقاً إحساس جميل من الشغف عندما أكتب عنها أشعر بالكلمات وكأنها حروف من السماء تتساقط على قلبى .
♦خواطر قلمي♦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق