.... .............حوار مع الموت
ربما أموتُ مرتين
وربما يموتُ الموتً
أو يتوهُ في الزحامِ
وربما يصيُر ظلاً
أو سماءً او غمامْ
أو بقايا من صريعِ
في أتونِ المحرقةِ
أو قتيلاً أوشهيداً
تحت ألواحِ الرخُام
وربما يكونُ سيفاً
في حروبِ الانقسام
هكذا يكونُ الموتُ
صوتُ عصفورٍ يئنُ
بين أسرابِ الحمام
يبتسم ثم يسُلُ سيفهُ
والسيفُ يختصُر الكلام
هل يموتُ الموتُ يوماً؟
هل يصيُر نهرَ حزنِ
يختطِفنا في المنام
يشتهينا مثل ذئبِ
يغتصب طهَر المكان
ثم يجعلنا سثكارى
حتى يحصدَنا الحسام
كيف يمسي الموتُ وهماً؟
أوسراباً أو كلام
كيفَ يلقي الموتُ دمعاً ؟
فوقَ أطفالِ الخيام
كيف يشربُ من دمانا؟
ثم يسكنُ في حِمانا
يغتصب سحَر الهُيام
ثم يتركُنا نعاني
من شعورِ الإنفصام
يقتفي نبضَ القلوبِ
في الحروبِ والسلام
في الصحارى والجرودِ
في المنافي والخيام
هو لن تلينَ شوكته
لآنهُ الموتُ الزؤام
ولأننا في الأصلِ طينٌ
والطينُ أخرهُ حطام
هكذا يكونُ الموتُ
ملأى الكؤسِ علقمٌ
فيه المرارةُ لا ترامْ
ويدي تقيدُها يده
من صغرِ سني والفطامْ
وعند زاويةِ المخيمْ
يكمن هناك وينتظر
ينصبُ فخاخهُ للطيورِ
وفوق أرصفةِ العبور
وعند واحة النخيلْ
وفي الخنادق والقصورِ
وفي سرير نومنا
وفي المدارسِ
والمحارس والثغورِ
يأتينا في شهرِ الصيامِ
وفي مواسمِ حجنا
في صحونا في نومنا
وهو يملآُ القبورِ
يرمينا في وحل العللْ
حتى يوافينا الأجلْ
ياموتُ قلي بِلا خجلْ
ماذا استفدتَ بموتنا
ونحنُ يحُدونا الأمل
رغم احتراقِ عمرِنا
مازلنا نعشقُ السجودْ
وقصائدُ قيسٍ في الغزلْ
والقابعونَ على الحدود
وفي ظلامِ المعتقلْ
ياربْ ارحم ضعفَنا
واغفر لنا ما قد حصلْ
واعصمنا من كلِ الذنوب
ومن الخطايا والزللْ
وارحمنا يا ربُ الأنامْ
من التمادي في الخصامِ
ومن التعصبِ والجدلْ
ياربُ إني اعتذر
فالموتُ يسكنُ الصدور
في كل ساحٍ ينتظر
يجمُعنا في يومِ الحسابِ
يومُ النشورِ والحشر
في يومٍ تشخصُ العيون
ونصُيبنا عمٌر أشر
عمٌر تشتتَ في الزحامِ
من غير لحدٍ او سَتر
من غير لحدٍ أوسَتر
كامل بشتاوي 4/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق