الخميس، 8 أغسطس 2019

ملحمة الطفولة......محمد جلال السيد

ملحمة الطفولة .. (على البحر السريع)
...
أهفو إلى أياميَ الخاليهْ ..
إذ كنت طفلاً مهجتيْ صافيهْ

لم تنلِ الأشجانُ من خافقِيْ ..
سُقيا الفؤادِ اللَّهوُ والعافيهْ

تلك اللياليْ زانَها رفقةٌ ..
قد قاسمتني بهجتي الماضيهْ

نغترسُ الأحلامَ في لهوِنا ..
ملعبُنا صفصافةٌ عاليهْ

أجواؤنا في ألقٍ تزدهِيْ ..
ويستنيرُ الدَّربُ والنَّاحيهْ

ثوبُ النَّقا والطُّهرِ مَلبسُنا ..
تزهو به أمالُنَا النَّامِيهْ

نشدو مع الأطيارِ أغنيةً ..
ننشدُها بالفرحةِ الساميَهْ

نمضي كما الطيرِ إلى رَبوَةٍ ..
نطوِي المروجَ ونعتلي الرابيهْ

نسابقُ الريحَ إلى لهوِنا ..
ننتهلُ الأحلامَ بالداليهْ

لاندعُ الأوقاتَ تمضِي بنَا ..
إلا بحُلوِ البهجةِ الوافيهْ

ننأَى عن الأوجاعِ لَم نَنشَغِلْ ..
إلا بأوقاتٍ بِنَا حاليهْ

كأس الهناءِ العذب ما نحتسِي ..
من العَنَا كلُّ النُّهَى خاليهْ

قَد بدتِ الأيامُ ملحمةً ..
أبطالُهَا أشخاصُنَا الواهيهْ

ثُمَّ استفقنا بعد سكرتِنَا ..
ما للسرورِ المحضِ من باقيهْ

لم ننتبه والعمرُ يجري بِنَا ..
دارتْ بنَا الأيامُ كالسَّاقيهْ

واجتاحتِ الأشجانُ أرواحَنَا ..
قد داهمتْنَا موجةٌ عاتيهْ

دوامةُ الأوقاتِ سُحقًا لهَا ..
تَمضي بنا الساعاتُ كالثانيهْ

والمرتدِي أطماعهُ في الدُّنَا ..
كالمكتسِي بالخرقَةِ الباليهْ
...
محمد جلال السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق