الأربعاء، 1 مايو 2019

بقلم...د/ هاجر أمين... ( السير تحت المطر )

السير تحت المطر

                   ........ جزاء سنمار.......

"سنمار" ... ذاك المهندس الذي يعتبر من أمهر البنّائين في عصره ، طلبه ملك إسمه "النعمان" لكي يبني له قصرا عظيما ، يباهي به جميع الملوك في ذاك الوقت ويفاخرهم ... مكث "سنمار" ليالي وأياماً يعدّ رسوم القصر ومعه المساعدون ، ثم إختار موقعاً ممتازا على أحد الأنهار ، وبدأ في البناء ، وإستمر بالعمل ليلا نهارا عدّة سنوات بلا راحة.
وفي الأخير وبعد إنتهائه من بنائه ، قام ذاك الملك برمي "سنمار" من أعلى ذلك القصر ، حتى لا يبني قصراً آخر مثله أو أجمل منه  ، وكذلك لعلم "سنمار" بنقطة ضعف القصر ، ومنذ ذلك الوقت ، ونحن نقول هذا المثل:

 "جزاء سنمار" لكل من يقدّم خيرا للناس فيجزونه شرّاً.
في حياتنا اليومية قد يحدث معنا هذا الموقف ونتعرض بدورنا لجزاء "سنمار" ... فعندما تمنح ثقتك لأحدهم وتفتح له جميع أبوابك ، وتطلعه على بعض أسرارك ،  وتوليه كل الإهتمام ، وتدعمه في محنته وشدّته ، تبني له مكانة خاصة في قلبك ، فيكون أوّل إهتماماتك ، تقدم له الكثير والكثير ، وفي الأخير يطرحك أرضا لأتف الأسباب ، فهذا هو جزاء "سنمار".
ربما قد نمرّ بمثل هكذا تجارب ، ولكن لنجعل منها درساّ لنا ولا نتوقف عندها ، حتى نحسن الإختيار مستقبلاً ولا يتم طرحنا أرضا مثل المرة السابقة .
لكن يجب علينا أن نحسن التصرّف حينها رغم ألم السقوط ، ننفض ثيابنا التي علق بها تراب الألم  ، نحمل أسرار ذاك الشخص ثم نتوجه الى أقرب بئر لنرميها فيه ، ونغلق عليها بإحكام ، فليس من المروءة أن نفشي ما كان بيننا للناس ، هكذا يجب أن تأمرك أخلاقك وإلا  فإنك لن تختلف عنه في قساوته وجرمه بحقك إذا أفشيت أسراره.

د.هاجر.أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق