الخميس، 23 مايو 2019

بقلم... محمد ابو رزق.... لا تفهم

لا تفهم
يا ولدي لا تفهم
في زمن محزن فيه أن تفهم
فعصرنا أصعبُ ما فيه أن تفهم
تظاهر بالغباوة تسلم
فما كلّ ما في الحياة يجب أن يُفهم
وما كلّ إنسان مُلزَم بأن يَفهم
قد تساوى من يعلم ومن لا يعلم
ومن لا يفهم صار هو الأفهم
رسالتي إن كنت تفهم
قد فاز بالراحة من لا يفهم
وعدم الفهم ذاك هو الفهم
والفهم الزائد من سوء الفهم
إن فهمت كثيرا قد تندم
تجاهل الأمور كمن لا يعلم
ففضول الفهم يؤدّي إلى الوهم
وبعض الفهم يُحدِث عُسرَ الهضم
وتقول حينها يا ليتني لم أفهم
يا ولدي لا تهتم
ولا تتعمق فيما يُفهَم وما لا يُفهَم
ولا تفتح عليك أبواب الفهم
فكثرة الفهم ثورت الهم
إن سألوك فكن كمن لا يفهم
ولا تسألهم حتى لا تَفهم أو تُفهم
فراحة الضمير في قول لا أفهم
وبعض الحقائق ينبغي أن لا تُفهم
إن فهمت كنهها قد تُصدم
لا تبحث عن أمر غامض مبهم
واكتم جهلك فهمت أم لم تفهم
يا ولدي لا تفهم
إن أردت أن تضرب في الراحة بسهم
فاهتمّ بأمورك وذلك هو الأهم
واعرف نفسك وافهمها ثم الزم
وسلّم الأمور لربك وقل الله أعلم
هذه وصيتي لك عن فلسفة الفهم
ولا يضرّ إن فهمت أم لم تفهم
محمد أبورزق 19/05/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق