الاثنين، 25 مارس 2019

مأتم الربيع.... الشاعر علي الكريطي

مأتم الربيع
.............
لم يبقَ لنا موضع لم يدميه جرح

نامت الطعنات على الطعنات

وعلى كل جرح نام جرح

نصب الربيع ماْتَمَنا

أصبحنا  بالحزن صبح

صار نزيفنا دمٌ يتبعه قيحُ

على كل ضربة سيف يطعنك رمحُ

ليلنا سرمديٌّ وياتينا بالاهات صبحُ

الموت يحصد فينا جملةً

حرقٌ غرقٌ وثم ذبحُ

كلما اذهلتنا مصيبةٌ

عاجلتنا أخرى قبيل أن نصحو

كأن الدهر ليس عنده غيرنا يخط فينا ويمحو

يا دهر قد قتلنا اباك وجئنا نطلب منك صفحُ

قد مكثت تقتل فينا ردحا بعده ردح

ياموت سحقاً لك من ظالمٍ

تغرق الأطفال وتترك فاسدا أحق به الذبح

يا تاركا بوم الخراب وتعدو على طير السلآم تكسر له جنحُ

بنينا خيمة الأفراح فصارت ماْتَماً

ماتت الأفراح فينا والأحزان تترى

لقد بنينا من الأحزان صرحُ

ياعبارة الموت كم خنقتي لنا طفلا جميلا

كان على صدر الجمال اكليلا

كان غضاً يميس كلما هب النسيم عليلا

كان برعماً أحلى من الورود

كان في الق الربيع خميلا

لا ترد المراثي الق الورود إذا دهاها ذبولا

وليس يرد الراحلين حزنا ثقيلا

وليس يشفي الشوق دمع

ولا يبل السراب غليلا

ذبلت تلك الورود على الضفاف

وخلفت في القلوب عويلا

علي جابر الكريطي العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق