الأحد، 24 فبراير 2019

حوار على قارعة الزمن .... (4) د. هاجر امين ....

حوار على قارعة الزمن.... (4)

اليوم عدت من اسري احمل جراحات نقشت بحبر الظلم وشما على جبين العدل... كيف لا . وهناك بين القضبان خلف جدران الصمت فوضى حياة ليس لها بداية ولا حتى نهاية هناك تعامل مثل حيوان شريدا لا صاحب له ...لا يحق لك الكلام ويجب عليك إجابة عن كل تهم الأرض والسماء التي لو وزعت على أباطرة الفساد ما كفتهم....
جيئتك اليوم يا صديقى الصامت حينا وثائرا حينا آخر مثلي ...كم أفتقدت امواجك المطلاطمة ونسيمك الطاهر ...ها قد جئتك محطما مثقلا بآلام ضعفي ...قهرا يسكنني أشكو اليك بثي وحزني على صحبة من بقوا يقبعون هناك ...لم يسعفهم حظي
أيامهم شتاء بارد وليالهم صراخا يمزق اكفان الموتى من تحت اللحود ... لا احد يراف لحالهم انه المعتقل يا صديقي بل هو جحيم الأرض قبل الممات ....هناك تتحجر المشاعر ويتغول الجلاد وكانه رضع حليب ام عامر وتغذى من جيف القرادة والخنازير ....مات كل حس ادمي فيه حين أصبح حيوانا ناطقا يتلذذ بعذاب من اوقعه حظه التعيس بين يديه قبل قتله ... نعم جئت من ظلمة تلك الزنازين ....أهفو اليك ببقايا إنسان بمشاعر صماء مشتاقا الى حضنك اغتسل فيه من اردان علقت بي اغوص في طهر مياهك النقية بروح متعبة ...معك فقط اشعر بالامااااان وأنك اوفى الاصدقاء .
لقد تغيرت كثيرا لم اعد انا ...اليوم اصبحت تائه يخيفني غدي أحاول من جديد العودة لنقطة الصفر
لكني اشعر ان السير في الطريق ثانية اصبح غريبا عن خطواتي واتسعت ضبابية حياتي ...
كل دنياى تغيرت تقزمت لم اعد انا ضاع منى الزمان والخوف بداخلى كالبركان ينفجر بداخلى يدمر ما تبقى من تلافيف اعصابي ... كل ما تذكرت الأغلال بيديا... يمزقنى الهلع يخنقني يحبس انفاسي ...
يا للهول انه يحطم عظامي فتقاتل احلامي داخلي تنتحر على شواطىء ايامى...آه قد مللت ياصديقى فهل لجذبني معك بين دروب امواجك الى الأعماق إما نجاة وأما هلاك....

د.هاجر أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق