نقطة . بداية سنة
-٠-٠-٠-٠-٠-٠-٠-
ولدنا في الأرض التي تمتلك النّهار واللّيل بنفس الوقت وتمتلك المياه والجفاف بنفس المكان وتملك الحرب والسلام بنفس الظروف ، وتملك الحب والكراهية بنفس المرآة ، عليها مرّت ملايين السنوات دون أن تكترث بعددها ، تنظر بعين واسعة للغد وللفجرِ وللصباح الضاحك ، كم يحزنها حينما تلف أجسادنا بترابها العقيم بينما غزتنا ودخلت فينا الأرواح والنفس اللعوب تقتات على الحسنات كالعشب الأخضر في مروج الأعمال ، كل عام وتصيح الأيام بأعلى صوت من يتحملنا غير الأرض لولاها لكنا في عالم يفتقد إلى العدد والحساب وكنا بلا ميلاد للزمان ،
كم تحملت أرضنا من وهج الشمس بينما هي تغازل القمر المنير ونحن نرقص عليها مرحاً حفاة واهتزاز الخواصر ،
نحفر بجسدها أنفاقاً وهي تعاني من صلابة صخور الجبال ،
اهتزت وربت وأنفقت ما ينفقه الأغنياء وشبع فيها الفقير ، لم تلفظ الدماء أبداً و تقبلت منا الكثير ورضيت بجريان النيران والفيضان .. عاشت فيها سوية الأحلام والأوهام وكل المتناقضات ، عشنا بمختلف الأجناس كم كانت بارعة بفهم لغاتنا وأحاديثنا لكنها لم تصفقُ رياءً ونفاقاً ، لم أستطع يوماً أرى كيف تنقص أطرافها بينما هي بكامل عقليتها وقوتها …
أحاول أن أقبلها من أي خدٍ بهذا العام الجديد ،
أحاول أن أقنعها بالرفق بنا حينما تخبئنا عند الموت ،
أحاول أن أوصيها ببلادي لقد عاش فيها وتراكم عليه غبار الحروب ، وتشظت على بلادي مليارات القنابل والعتاد ،
بلادي جاورها الناس بخريطة ممزقة الألوان ..
الأمان الأمان الأمان أستحلفك بالله هذه أرض بلادي منك وإليك أجعلي عامها جميلاً يليق بكلّ إنسان ،
نريد وطناً يعرف طعم الحرية ،
نريد وطناً يفرز الطيب من الخبيث ،
نريد وطناً يحبه الجميع ٠
أعذروني أحبتي نسيت كلمات التهنئة بحلول اليوم الأول من عام ٢٠١٩ كل عام وكل الناس تعيش حياة تعرف فيها إنسانيتها ويصلح المفسدون
ويصلح المنافقون
ويصلح حال الجميع ..
•••••••••••••••••••
عبدالزهرة خالد
البصرة ١-١-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق