وكن كما تريد أن تكون
طريقا .. جسراً
او ممرا إجبارياً للهاربين مكرهين أو مخيرين
من واجباتهم الحياتية والزوجية
بحجة انعدام التوازن في طبقة الأوزون
وتراكم اختﻻف الآراء في تشكيل الطبيعة
أعطهم كلمة طيبة
وفي وجههم ابتسم
للمنسيين على أرصفة الورد المكدسة
والمزينة برسائل مهجورة
أعطهم عكازة انتظار
وفي وجههم ابتسم
للراحلين عن أنفسهم مخيرين
اترك لهم موعظة عن جمال الماء
للحالمين بأمنيات ما زالوا متمسكين بها
أعطهم عكازة يقين
أن غدا أجمل
وفي وجههم ابتسم
للعائدين المهزومين من وجع الحنين
المكسورين بما كانوا يحملون من جميل الذكرى
في وجههم ابتسم
فربما تمسك خطوتهم بالطريق إلى بيتهم
للصيادين الذين يمسكون بالصبر
ليعودا بقوت يومهم
ليزرعوا الفرح بعيون الصغار
أعطهم مزيداً من الصبر
وفي وجههم ابتسم
للذين ينتظرون دورهم على السفينة
قل لهم ﻻ تتركوا الميناء
وحده السمك يعرف سر الحياة في البحر
وفي وجههم ابتسم للمقهورين الذين يحرثون اﻷرض بأيدهم
ليحصدوا حبة حنطة وقطرة ماء
شاكرين السماء
أعطهم منجﻻ إضافيا ومعوﻻ
وفي وجههم ابتسم
للمطرودين من ديارهم
لهم عليك حق أن تبقى في وجوههم مبتسما
كي ﻻ يكون طريق عودتهم صعبة
للباحثين عنك فيك
عن كنوزك في الجذور
وعن حرفك ليسرقوا هويتك منك
كن متراسا في وجههم وﻻ تبالي
للصاعدين إلى الأسفل مخيرين
ﻻ تكثر بالاسئلة عليهم
فربما تفشل معهم
فاسرق ابتسامة ولوح لهم بها
للضعفاء ابتسم
فربما يجدون فيها عكازتهم
فيمسكون بها
ويتابعون الطريق لبابا نؤيل الذي مازال ممسكا بالطريق
بعيداً عن عيون العسس والحراس الغرباء
لعله يصل للصغار
فيزرع الفرح في عيونهم
خبئ له ابتسامة
وعندما تلتقيان في وجهه ازرعها للمنتظرين أحبتهم في لقاء غرامي
والذين في انتظار أحبتهم أثناء خروجهم من المدرسة
في وجههم ابتسم للحطابين الذين يشعرون بدفء بيتهم
من ضحكات الصغار
في وجههم ابتسم
للطيبين الذين ينتظرون غيث السماء
ليعزف التنور موسيقى الرغيف
في وجههم ابتسم للحافظين ما قدمت لهم
ﻻنك كنت كما تريد أن تكون
جسراً .. طريقا ..
وممرا
وان كان إجبارياً أن يكون
للخائفين من أن يفقدوا عكازة الطريق
في وجههم ابتسم
لعلهم يمسكون بها قنديﻻ للبيت
لشاعر ما زال ينتظر الهامه
ليكتب قصيدة يهديها لحبيبته مزينة بوردة حمراء
في عيد العشاق
كن معه و في وجهه ابتسم
بقلمي/نزار عمر
2/1/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق