الأحد، 4 نوفمبر 2018

نينوى... بقلم الشاعر ياسر محمد ناصر

نَـيـنـوَى
 
سـلامٌ  الى نـيـنـوى  من  قريـبِ1
         سـلامٌ  يطوفُ لِـوقتِ الـمَـغـيـبِ

تَـبَـسَّـمَ شـِعـري  إذا  كُـنـتِ فـيـهِ
        فَـيـبـدو جـميلاً كَـوجهِ الحـبـيـبِ

يَـهُـبُّ الـنـسـيـمُ فيـأخُـذُ قـلـبـي
          ويـنـثـرُ عِـطـراً  بِـكـلِّ  الـدروبِ

مـتـى ألـتَقيكِ فَـعـمـري  مُحـالٌ
         وفكري يَشـيخُ بِـبـعـضِ الـندوبِ

كــأنَّ الـقـيـودَ  بِـثـقـلِ  الـجـبـال
         وبُـعـدُكِ أضـحـى كموتِ الأديـبِ

أُطـارِدُ وجـهَـكِ بـيـنَ  الـنـجـوم
          وبينَ الـيتمامـى وبينَ الـغـروبِ

وأبـحـثُ  شـوقـاً  لـعـلِّـي  أراك
         بِـنبضِ القوافي فَهل من مُجيبِ

تَشقُّ الحشا نـيـنـوى حيثُ القى
         ثـراهـا الـنَّـديُّ بِـعـطـرِ الطـيـوبِ

سَـلِـمـتِ فـإنَّـكِ أرضُ الـعِـظـام
      فَـذُو النونِ فيكِ فما من حريبِ 2

سَكِرتُ بِـوجـهِكِ حتى الـثـمـاله
         فخُضرةُ أرضِـكِ تُفني مَـشيـبـي

أُلـمـلـمُ زهــري وأنــثــرُ قـلـبــي
          وأحمـلُ روحي بِـكــلِّ الخطوبِ

يَـدُ الـظُّلـمِ غَطَّت سمـاكِ بِـحـقدٍ
          وتـأبى المليحـةُ ظُلـمَ الـغَـريـبِ

فَـيـا نـيـنـوى نـحنُ حُصنٌ منيعٌ
      لِـمَن جاءَ يـغزو بِـبطنِ الـقَـلـيـبِ 3

قـريضي أتـاكِ بِـبـعـضِ الـوداد
        وبَـعـضِ الـشعـورِ وخَـدٍّ تَـريـبِ 4

تـقـاتـلَ شِـعري يــريـدُ الـذهـابْ
          الـى وجـنــتـيـكِ فما من لُغـوبِ

سأمضي وأقطُـفُ زهـرَ الـتِـلالْ
          وأكـتبُ شعري بـبيتي الـسليبِ

فَـهل دِجلَةُ الآنَ تروي العَطاشى
        وتُـمحي أسايَ وتـشفي كـروبـي

يـصـيـحُ فـؤآدي كـنـايٍ حـزيـنْ
          فـهل نينوى نلتقي في القريبِ

1/ نينوى : نسبة الى محافظة نينوى وهي مدينة الموصل الحدباء .
2/ الحريبِ : أي ما من حربٍ ولا خوفٍ .
3/القليبُ : البِئرُ .
4/التريبٌ : الفقيرُ .

       ياسر محمد ناصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق