السبت، 27 أكتوبر 2018

رحم الله زمان أبي / للشاعر المتألق / محمد حميدي

رحم الله زمان أبي
-----------------------
ما نظمتُ شعري ولا أدبي

لولاه لا ولا قرأتُ بالكتبِ

لم يكن ذا مال به مفتخراً

ما تغنّى في أيَّامه بالذهبِ

قد حبانا لأيامنا خُلُقا وأدباً

أكرم بكنزه الثمينِ وبالأدبِ

حروفي قد فاضت ومِحبرتي

وقلبه يفيض حباً على حبِّي

كم شقَّ الفجرَ سعياً ليسعدَنا

كم كان صبوراً على النوبِ

يحنو علينا وكم كان يلاعبنا

عطوفاً ما كان يوما عصبي

يُسدِّدُ خطىً ضلَّت مسالكُها

ويقوِّم اعوجاجنا بلا تعبِ

قربُه عزٌّ لي وفخرٌ أباهي به

كم كنتُ قربَه أنسى تعبي

قد كان بدراً ينير الدروب لنا

فتغدوَ نيِّرةً ناصعةً كالذهبِ

كم لمَّنا حولَه سنينَ يجمعنا

يلاطفُ بناتِه ويضاحِكُ الصبي

كلنا عنده سواءٌ لا فرقَ بيننا

ينادي كلاً منَّا بالولدِ المحبب

كم نادى يابَنيَّ أين صلاتُكم

حافظو عليها فيها كل الأربِ

واقتفو نهجَ الحبيبِ محمدٍ

يا بَنيَّ حبُّ الله بحب النبي

يا بَنيَّ (كلوا واشربوا هنيئا)

لا تقربوا حرامَ الأكلِ والمشربِ

أنا ما غاليتُ ببعض شمائِله

وهل يجود الزمانُ مثلَ أبي

ناداه ربه فلبى النداءَ راضيا

أفل البدرُ لِعالَمٍ فسيحٍ رَحِبِ

رحم الله زماناً كان فيه بيننا

رحمكَ الله حياً وتحت التُّرَبِ

سلامُ الله عليكَ يا خير أبٍ

وعليك رحمةٌ من الله يا أبي

مع بعض الاقتباس

( رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )

محمد حميدي
سورية - حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق