الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

إقصاء آهات المرواني بنثرية العاني...بقلم قاسم العاني

إقصاء آهات المرواني بنثريّة العاني…

لا أعلم ماذا أقولُ والقولُ فيكِ مجهولُ
وأعلم أنَّكِ أنثى تخفينَ بجوفكِ أحزان ..
أبحثُ فيهِ عن مدخلٍ يأويني
ويروي إليَّ وإليكِ النسيان
فإن كنتِ ترينَ عبرات احتضاري الآن
فأسلفيني من قُبُلُكِ نظرةً تخففُ شهقةَ الفانِ..
فمحرابُ عينيكِ سيدتي
 لم يقتل ابتهالاتي
بل استباحَ بحماقاتي ضروعَ الوتان
واجتازت نائباتهُ سُلاماتِ الليلِ
فلم يدعْ لي بريقاً يحاذي ضلوعي
إلّا وأضنانِ
أشرعتكِ عرائشُ نخلٍ خيّمت على عقلي
وتركت في بيدائها بقايا إنسان
فهلَّ تشفقين  على من رمتهُ رياحُ الأرضِ قاطبةً
واستوى وميضُ حياتهِ بالخذلان

رحمة .. هذا الاسم أعشقه منذ آلاف السنين
من قبل خلودي إلى الدنيا
من قبل نثرِ دواويني
محبته أُلقيت في قلبي من اللهِ
فجعلت أسميه في كل فتاةٍ ألقاها
هذي اللبيبةُ التي نحرتني بشفاهها
سميتها ريحانة الدرِ وماكانت لها جاها
فكيف أنسى والقمرُ جزءٌ من مُحيَّاها
كيف أنسى والتاريخ كُتِب بمسراها
غابت عليَّ وخابت في لغتي الآااهَ
وغدوتُ يتيماً بفقداها
ممزقٌ ولا سبيلَ لرتقِ هديلِ صداها
وبعتُ حوائجي وانطلقتُ ليمناها
بغية وصلٍ غفا عند سرائرِ مُقلتيها
فلم أجد لها نوراً ..
فالعينُ تعمى عن المحبوبِ إذا تاها
والفؤادُ مضطربٌ مذ لحظةِ جفاها

عامٌ ونصفٌ .. أتجرعُ كأس المرِ في نشوةٍ
وما أن أكتفي من غلِّها إلّا وأرواها
لاأعلم كيف قلبي يرتجفُ
وصدري يتحشرجُ عند ملقاها
فأنا أراها في وجهِ أمي
وفي وجهِ كلِّ من سمّاها
سأسابق المروانيَّ في الألمِ
وسأكتب من كل بيتٍ شذاهُ ..
معلقةً تهوي بكلِّ بحورِ الشعر ومن جاراها
بخورٌ دُثِّر في الحشا عنوة
اختلس روائحَ الطيبِ من جسدي
فأزفرني.. وشفاها
غابت عليَّ كلوحةِ فنان ..
انتهى من رسمتِها .. وغابت
كأنها رشفةُ فنجان
عن فمِ صاحبها تاهت
فلم تكن أنثى ..
بل الأنوثةُ تُستقى من لظمةِ شفتاها
تحركُ أصابع القدرِ حولي وتنهاني ..
عن كل ماتبغي ولاتبغي ..
حتى أصبحتُ أنيس تبغي ..
وانا أراها وهي تبغي ..
فعشقتُ البغاء لكي تنهانِ
عانقتُ الذنوبَ فتخلّت عنّي
ففتاتي زمرّدةُُ الكُهَّان
تبيعُ قصائدي بصرَّةِ وهمٍ
ويفنى الأديبُ الفقيرُ بفلسان
فماذا يقولُ حبري فيكِ
والأدبُ لايغذي الحرمان
والأسى لازمَ صُحفي
حتى تداولتها جرائدُ عمان
يقولون أن قيساً قد ظهر
وأنّي أجوبُ رباضَ المدائِنِ بلا نقصان
فلا ليلى ترحمُ أنّاتي
ولاقيساً يعودُ بزمان

ولاشيء يزيلُ الأحزان
من قفصِ سجين الأعنان
إلا تلاقي البُردان
أعلم بأنهما لا يلتمسان
ولكن عند مغيب شمسي
ستنال عيني غرفةً
ترقبُ فيها جميع الألوان

امرأة ماكِرة…
أعترف أنّي لم أحبُّها ..
بل أرغمتني على حُبِها بدمعاتها البائسة
حتى استعطفتني فأبكتني
ثم ضحكة من بكائي

يابنيّتي انا الولهانُ في بحرِ حُبها
الذي أشفى الأعمى والأبرص والراني
ولكنّي بعد أن عبثَ الشيبُ في لحيتي
بُهِتُ بنفسي بأنّي لاأجيدُ الطوفان
فكم من سفينةٍ أجذفت على شواطئها
ومالحظتُ لها أثراً ولا لعُمياني بها بان
لعمري إن عاد الزمانُ فيَّ لبرهةٍ ..
طعنةُ القلبَ وأثخنتُ جِراحهُ ..
قبل أن يختان

والحسنُ من بركانِها انتفضَ
فذاب بروح ماء الشريان
والكحلُ من طرفيها اغتربا ..
فما كان للسوادِ أن يجمِّلَ الحوران
محرابُ عينيكِ سفائفُ تمرٍ
سنت قلوبُ العاشقينَ
وترجلت عن سقيا قوافي العاني
يارحمةً تاهت ولم تُجِد من قلبي اقترابا ..
والله ماكان للشعرِ أن يغريني
لولا جراحكِ التي نزفت من عيني ..
من كبدي .. من روحي ووجداني ..

انا الشاعرُ الأخرس
الذي هجم على دبابةٍ بكلماتهِ ..
وجثى أمام سودِ العينان
أيا امرأةً تنامُ عند جفنيَّ
لا تعبثي بهدبي وأشجاني
كوني لي فنجاني
كوني لي ريحاني
كوني لي
ولا تكوني كفّاني
فالصفحة غبرَّت في حياتي
وتحتاجُ إلى صدقِ المعاني

****************************

يارحمةً تاهتْ من قلبي إلى خُبثِ البشر
حِنِّي على فارسٍ في سيفهِ أحتضر

رمتهُ نِبالُ العشقِ فاغتفر عن حُبِّكِ
 واقسم صمتهُ فيكِ أنْ لن يستمر

واعتزل علائِلَ الكلِمِ لفراقكِ
وغدا أنيسَُ الشغفِ زاهداً مُقتفر

كابتاً في صدرهِ حشرجاتُ جفائكِ
كلّما نفثُ منهُ ناراً عاد مزدفر

ضاعت أمانيهُ في فلس الصعاليك
وانجذا الفؤادُ يتيماً مُعتقر

ياغصة العمرِ المكتوبة لأقداري
إذا لم تعودي تري ضلعي المنكسر

فأزيلي طعمَ الليلِ من شفتي
فما كانَ من العينِ أن تُغرمَ بالسهر

وطفلةٌ غنَّاءة ٌفي خِضمِّ السفر
سُرقت من بؤبؤِ صاحبِها وشاء القدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق