تحدثني نفسي....
تحدثني نفسي احيانا ان العالم مجنون يلهث خلف السراب
وان الانسان مسكين لدرجة انه لا يعرف حقيقة نفسه...ولا حتى وضعه في هذا العالم..
وفي لحظة خاطفة تراه واقفا حائرا بين المعقول واللامعقول..وبين الممكن واللاممكن...
تحدثني نفسي...
بأن الانسان غبيٌ احيانا وليس مسكين , فالمسكنة تختلف عن الغباء لانها - المسكنة - ناتجة اصلا عن الغباء...فلو استخدم الانسان فكره وحرّك مشاعره السجينة والمقيدة بأغلال الانانية لأصبح من اسعد المخلوقات
تحدثني نفسي...
بأن العمر هو غفوة كغفوات المنام...وان الحياة كحلم عابر اما يسعدك او يشقيك..
وتحدثني نفسي ...
أشياء وأشياء..ولكن في النهاية ترجعني لنفسي أنا !!
أنا من أكون ؟؟؟
أقف عند هذا السؤال الحائر لحظات من الصمت المتأمل الذي يسير في متاهةٍ من التفكير الذاتي....فأجد في نهاية المطاف ان "الأنا" هذه وهم وخيال ففي معترك التفكير ودوامة المشاعر تختفي كل الضمائر فلا هو ولا هي ولا أنا
بل تصبح جميعها مسكوبة في قالب واحد هو الانسان في هذه الحياة....
وتحدثني نفسي...
بأن الكلام متعب كما الصمت أَتعَب..
وتحدثني أيضا بأن حياة الانسان الحاضر المعاصر شقية نكدة..فالامور معكوسة والموازين مقلوبة والاحوال مرتبكة كلها تحتاج لهزةٍ عنيفة تعيد الامور لنصابها والموازين لوضعها والاحوال لمكانها واستقرارها
ابو حمزة الفاخري
